تميزت أغلب الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي لفيلم المرأة المنظم بمدينة سلا ما بين 23 و 28 شتنبر الجاري بكونها أفلاما جد متميزة على الصعيد الفني وكونها تتناول تيمات ومواضيع إنسانية تتمحور بؤرتها الرئيسية حول تيمات الأسرة والمرأة والطفل .
ففيلم "ليلى فوزي" للجنوب إفريقية بيا ماريس كان مفاجأة اليوم الأول من العروض إذ كان فيلما قويا تتمحور أحداثه حول شخصية نسائية تقوم بإجراء مقابلات قصد إسناد عمل لمجموعة من الأشخاص بناد للقمار، وتستعمل آلة لفضح الكذب لمعرفة خباياهم النفسية ومدى قدرتهم على الكذب من عدم ذلك، في حين أنها تضطر للتعايش مع الكذب يوميا في حياتها الخاصة قصد إخفاء سر يكاد يدمر حياتها وحياة طفلها الوحيد.. وكانت الهواجس الشخصية لهذه الشخصية الرئيسية وحالة البارانويا التي تجتاحها ولا تكاد تفارقها ، حاضرة بقوة على محيى الممثلة وبادية من خلال حركاتها طيلة لحظات الفيلم. من خلال هذا الفيلم وأفلام سينمائية أخرى عرضت في مهرجانات سينمائية مغربية (مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة كمثال) يبدو أن جنوب إفريقيا قد دأبت على إنتاج أفلام جد مهمة وذات مستوى سينمائي عال يفوق ما نراه في بلدان إفريقية أخرى.
أما فيلم "كل ، نم ، مت" للمخرجة السويدية كابرييلا بيكر والذي عرض أيضا خلال اليوم الأول من أيام العروض السينمائية، فتدور أحداثه في مدينة سويدية صغيرة حيث تستقر شابة مهاجرة من إحدى دول أوروبا الشرقية صحبة أبيها المريض والغير القادر على العمل ، وبينما كان عملها هو معيلهما الرئيسي تأتي عملية طرد العديد من العمال من المعمل الذي تشتغل به، وهي من بينهم لزيد حياتهما المعيشية أزمة أكثر من تلك التي كانا يعيشانها.
وقد تميز هذا الفيلم بصدقه وفنيته خصوصا أن مخرجته التي تنحدر بدورها من أصول أوربية شرقية، قد انتهجت فيه أسلوبا يزاوج بين التخييلي والتوثيقي، وعلى ممثلين هواة وآخرين يأدون أدوارهم الحقيقية في الحياة.